روايات مصرية للجيب روايات




رواية أرزاق

نوعية الرواية: رواية اجتماعية طويلة
اسم المؤلف: د. نبيل فاروق

تقارير خاصة:
- رواية أرزاق

الدكتور نبيل فاروق
مؤلف السلسلة

سلاسل أخرى قد تهمك:
- كوكتيل 2000
- زهور

 







رواية أرزاق


تحليل مفصّل لشخصيات رواية أرزاق
بقلم الصديق: محمود علي (حبيب الروح)

كشف كامل ومفصل عن جميع شخصيات رواية (أرزاق) ..
مع نبذة بسيطة عن تركيبة كل شخصية، وتطورها مع الأحداث.

(الجزء الأول)

1- الحاج محمد البنهاوي
هذا الرجل العصامي ، الذي بنى نفسه بنفسه ، واستطاع أن يصمد أمام قسوة الحياة ، وعنف الظروف ، في تلك الحقبة من الزمن ، واستطاع من خلال صموده أمام الزمن ، أن يتحول من رجل فقير ، ومعدم ، ونازح من قريته القريبة من مدينة (بنها) الى احدى قرى محافظة الغربية ، الى رجل ثري ، بل من أثرياء هذه القرية ، وأصبح قريبا من العمدة والمأمور ، وقريبا من اللقب (الباشا) ، أما عن حياته الأسرية فقد استطاع بتوفيق الله له أن يتزوج من امرأة طيبة كونت عائلته التي حلم بها ، ثلاثة ذكور ، وخمسة اناث .. في البداية (نعيمة) ، ثم (توحيدة) ، و(زينب) ، وبعد ذلك يأتي الذكر الأول (حسين) ، وبعد فترة يأس من انجاب زوجته لثلاثة اناث ، وأعقبته بـ (شريفة) ، ثم (حافظ) و (ناهد) ، وبالنهاية (مفيد) .. ويحاول الحاج (محمد) أن يوفر لأولاده الأضلاع الثلاثة المهمة من وجهة نظره : العلم وها هم قد حازوا على عليه ، المال والحمدلله وفير ، والقوة ، وهذا ما جناه من خلال الحاق ابنه الأكبر (حسين) بالكلية الحربية ، وهنا يبدأ الصراع الحقيقي بأن يعرض ابنه (حسين) عليه بيع عدة فدادين من الأرض مقابل الحصول على لقب الباشا ، وهنا يتصارع عقل وقلب (محمد البنهاوي) ، فهو يحب الأرض ومتمسك بها كولده الأصغر (مفيد) ، وكذلك فهو يطمح الى القوة والسلطة كما في نفس ابنه (حسين) ، ونتيجة لاستعراض (حسين) بهذا الأمر أمام العمدة والمأمور ، ينمو الحسد في قلب هاذين ، مما يؤدي الى دخول الحاج (محمد) وابنه (حسين) السجن ، نتيجة لمكيدة دبرت لها بيد العمدة والمأمور ، ويظلان في السجن لمدة قصيرة ، وتقوم ثورة يوليو 1952م ، ويظن الجميع بأن الحاج (محمد) وابنه من الظباط الأحرار ، ولكن ينهار الأب بعد سماعه لقرار الظباط الأحرار بإلغاء الألقاب خاصة بعد بيع فدادين أرضه ، ويحاول أن يجدد فرحه بزواج ابنته الثانية (توحيدة) ، بعد زواج الابنة الأولى (نعيمة) قبل هذه الأحداث العنيفة ، ولكن يصاب الأب بصدمة عنيفة عندما يعلن الظباط الأحرار تحديد ملكية الأراضي الزراعية ، وهنا يصاب بسكتة قلبية تؤدي الى وفاته .

2- حسين البنهاوي
هذه الشخصية تعتبر هي المحورية ، وبل البطل الرئيسي المحرك للأحداث جميعها ، وتبدأ شخصيته بالاتضاح عندما يعرض على أبيه بأن يشتري لقب باشا بفدادين من الأرض ، ونرى كم هو هذا الرجل طموح ، من النوع خطير جدا ، ويؤدي استعراضه بهذا اللقب أمام العمدة والمأمور في ليلة زفاف شقيقته (نعيمة) ، الى أن يدخل السجن بعد المكيدة التي دبرت له ولأبيه ، ولقد كان هذا في صالحه ، فما هي الا أيام وتقوم ثورة يوليو ، فيعتلي (حسين) الموجة ، ويثبت بأنه بالفعل من الظباط الأحرار كما أثبت عليهما العمدة والمأمور ، وخاصة أمام الصاغ (ابراهيم مكي ) وهو ثعلب البوليس السياسي الذي قبض عليه وحقق معه ، وبل يرسل رسالة الى الظباط الأحرار يؤيدهم في جميع مواقفهم ، وهذا يؤدي الى استنكار العائلة لما فعل ، واستدعائه من قبل الظباط الأحرار ليعرضوا عليه انضمامه لهم ، وبالفعل يلتقي بـ(رفعت كساب) مديره المباشر ، ويمنحه ترقية استثنائية من طالب في الكلية الحربية الى ملازم أول ، وهنا يندهش (حسين) من الشخصية التي تقوم بتدريبه في المخابرات ، انه الصاغ (ابراهيم مكي ) ثعلب البوليس السياسي الذي قبض عليه ، وتدور فكرة في رأس (حسين) لتدميره تماما ، ويزداد (حسين) تعاليا ، وغرورا وغطرسة وخاصة أمام أهل قريته والعمدة والمأمور وحتى عائلته ، ويصل به هذا الغرور الى معارضة والده حتى في خطبة شقيقته (زينب) ، مما يدفع والده الى الغضب منه ويوافق على خطبة (ماهر) الذي يحب (زينب) وتحبه ، وفي اليوم التالي ونتيجة لقرار تحديد ملكية الأراضي الزراعية ، يتوفى والده الحاج البنهاوي ، ويتفاجأ الجميع .. جميع عائلة البنهاوي بأن الأرض .. أرض البنهاوي سجلها الحاج (محمد) باسم ولده (حسين) ، على أن يحافظ على ايراداتها ويوزعها على اخوته ، وهذا ما يدفع العائلة الى الثورة عليه ، ويستطيع أن يخمدها عن طريق منصبه وسلطته ، وخاصة مع (عمر) زوج شقيقته الكبرى (نعيمة) حيث تقوم المخابرات بتعذيبه ، وهنا تزداد سلطة (حسين) أكثر فأكثر بالعائلة ، فهو صاحب منصب في المخابرات ، ويمتلك الأرض النتي منحها والده له .. أرض البنهاوي ..

وفي غمرة الأحداث يلتقي (حسين) فجأة بمن خطف قلبه .. احدى الأميرات .. الأميرة (عايدة) .. ومن اللحظة الأولى التي تقع عيناه عليها ، ينجذب نحوها ، ويقع في فخ الحب .. وينتقل (حسين) للإقامة في القاهرة حتى يكون قريب من مقر المخابرات ، ويحاول عدة مرات تقديم شكاوي ضد مدربه (ابراهيم مكي) ، الا ان جميع محاولاته تنتهي بالفشل ، بل ان (ابراهيم) كشف علاقته بالأميرة (عايدة) ، وفي حركة مفاجئة يوافق (حسين) على زواج (ماهر) و(زينب) على أن يتم الزواج بهدوء وذلك بسبب مرور عدة أشهر فقط على وفاة والدهم الحاج (محمد البنهاوي) ، وفي ليلة زواج (زينب) و (ماهر) تقنع (شريفة) (حسين) بضرورة زواج أخيها (حافظ) من (فاطمة) ابنة (عبد الحميد) العامل في الأرض ، ويوافق هو لأن شقيقه مصاب بعقد نفسية منذ وفاة والدهما.. وتتطور العلاقة بين (حسين) والأميرة (عايدة) بطلب يدها للزواج ، وفي خطوة مفاجئة كذلك تقبل هذا الطلب على أن تسافر بنفسها الى باريس لاختيار ثوب الزفاف ، ويستخرج لها تصريح خاص بالسفر ، وهو التصريح الذي كان من الصعب الحصول عليه في تلك الفترة من الثورة ، ويتقدم أحد أشقاء ظابط من ظباط الثورة لطلب يد (شريفة) عن طريق (حسين) ، ولكن ما ان يرى (ناهد) حتى يطلب يدها هي ، ويوافق (حسين) مرغما مما يسبب جرحا عميقا لـ(شريفة) ..

ويكتشف خداع الأميرة (عايدة) ، فقد كانت علاقتها به لمصلحة فقط ، فهو سلم كي تستطيع استخراج تصريح السفر ، وتسافر الى باريس حيث توجد مجوهراتها .. ويتم زفاف (ناهد) و (فؤاد) ، وفي نفس الليلة يصلهم خبر مصرع (زينب) و(ماهر) في حادث سيارة ، ويبكي (حسين) كما لم يبكي في حياته قط ، وتمر الأيام وتبرز الأحداث السياسية الى الساحة مجددا ، وتعلن استقالة (محمد نجيب) ، وهنا يخطأ (حسين) خطأ فادحا ، فيرسل رسالة تأييد ، تؤيد هذه الاستقالة وتبين ان (جمال عبد الناصر) أحق منه بالرئاسة ، وكانت هذه الرسالة تسرعا منه ، وكانت نتيجة هذا الخطأ فادحة .. فيوقف (حسين) من عمله ، حتى ان العمدة والمأمور منعاه من دخول القرية شماتة فيه ، وبل منعاه من استخدام الهاتف لاستدعاء طبيب أثناء ولادة شقيقته (نعيمة) ، ويرفض (حسين) زواج (مفيد) من (مديحة) التي يحبها ، ومع هذا يصر (مفيد) على هذا الزواج ، وفجأة يستدعي (جمال عبد الناصر) (حسين البنهاوي) الموقوف من عمله لفترة ، وهناك يعلن لـ(حسين) بأنه سيكون ذراعه اليمنى عندما تدخل الثورة مرحلتها الجديدة ، وتدخل الثورة مرحلة جديدة بالفعل باطلاق بعض الأشخاص النار على (جمال عبد الناصر) أثناء القائه الخطاب في المنشية ، ويقوم (حسين البنهاوي) بنفسه باعتقال رئيسه السابق (رفعت كساب) ، وتبدأ سطوة (حسين) بالظهور من جديد ، وبشكل طغى حتى على العائلة نفسها ، فها هو يجبر (عمر) زوج (نعيمة) أن يطلق زوجته الثانية الحامل التي تزوجها في فترة ايقاف (حسين) مستغلا وضعه آنذاك ، ويجبره على اعادة (نعيمة) الى عصمته بعد أن طلقها في تلك الفترة كذلك ، وبل ينتقم من العمدة الذي منعه من استخدام هاتفة في فترة ما ، ويخلع عنه العمودية ، مما يؤدي الى اصابته بسكتة قلبية ، ويلاقي ربه بعد ذلك ، ولم يكتفي (حسين) بهذا بل ذبح الحب بيده حينما أصر (مفيد) على الزواج من (مديحة) ، هجر أهلها الى الصعيد ، وبل أجبرها على الزواج من أحد أبناء عمومتها ، وهنا .. تصل شخصية (حسين البنهاوي) الى قمة القوة والعنفوان ، والسطوة والسيطرة ، وتبدأ شخصيته تبدو وكأنه طاغية ، وفي الأجزاء التالية سنرى (حسين البنهاوي) عن قرب أكثر ، وسنفتح قلبه وعقله وروحه .. وسنقترب منه أكثر بكثير ..

3- مفيد البنهاوي
تعتبر هذه الشخصية من الشخصيات الرئيسة والمهمة بالعمل ، ولكنه كشخصية تختلف تركيبته تماما عن شقيقيه الآخرين (حافظ) و (حسين) ، فـ(حسين) بطبيعته محب للسيطرة والغي والظلم والقوة ، و(حافظ) خاضع ضعيف مسكين ، ليس له رأي ، أما هو ، فيحب الأرض ، ويحب الحياة، ويحب الحب ، ويحب مصر ، وله رأي ، طبعا لا يسمع كونه الأصغر في العائلة ، يظهر الدكتور نبيل براعة هذا الشخصية من خلال حبه لـ(مديحة) ابنة الحاج (اسماعيل) العامل في أرضه منذ بداية أحداث الرواية حيث يكون (مفيد) في السادسة عشرة ، بينما تكون (مديحة) في الرابعة عشرة ، ومع هذا حينما ترى حبه لها وحبها له ، تشك في كونه حب مراهقة ، وانما هو حب ناضج ، وما زال ينضج على نار هادئة ... (مفيد) يرفض أفكار شقيقه (حسين) ، وقد استاء بشدة عندما باع والده فدادين من الأرض مقابل الحصول على لقب (باشا) ، وهو الذي يحب هذه الأرض التي ترعرع فيها ، (مفيد) قوي الشخصية ، وهذا يظهر من تماسكه عندما قبض على والده وشقيقه الأكبر عبر المكيدة التي دبرت لهما ، وبل يقف صامدا أمام شماتة العمدة والمأمور به ، مما يدفعهما بالغضب عليه ، وتدبير مكيدة له هو الآخر ، ففي احدى الليالي الرومانسية التي يلتقي فيها (مفيد) لقاءا بريئا مع (مديحة) ، ينصب له فخ ، ويتهم بأنه لص سارق من أجل القمار ويودع السجن ، وهنا تظهر قيمة الحب ، ورونقه عندما تزوره (مديحة) في السجن ، ويكشف والد (مديحة) الأمر ، ويسارع في أول أيام الثورة ، وأثناء محاكمة (مفيد) ، وفي نفس اليوم الذي يخرج فيه والده وشقيقه من السجن ، الى المحكمة ويشهد بأن (مفيد) كان معه أثناء حدوث السرقة ، وذلك بعد أن أثبت (مفيد) شهامته ومروئته عندما رفض أن تقوم (مديحة) بهذا الأمر ، أو حتى أن يقوم هو بفضحها ، وفي ليلة زفاف شقيقته (توحيدة) يطلب منه الحاج (اسماعيل) عدم اللقاء مع ابنته أبدا ، وتظهر بعد ذلك آراء (مفيد) السياسية ، ومناقشته لسلبيات الثورة التي يغضب منها (حسين) كثيرا كونه أحد الظباط فيها .. ويتوفى الحاج (محمد البنهاوي) ، ويحزن (مفيد) كثيرا و يقلق على حال شقيقه (حافظ) ، فيحاول ادخاله الى المستشفى لعلاجه الا ان (حسين) يرفض ذلك رفضا قاطعا ، ويندهش (مفيد) من وصية والده ويعتبرها ظلم ، الا انه يرضخ للواقع في النهاية ، وتتزوج شقيقته (زينب) من (ماهر) كما يوافق (حسين) على زواج شقيقه (حافظ) من ابنة العامل في أرضه (فاطمة) ، مع دهشته الشديدة لموافقة (حسين) ، وتتزوج (ناهد) من (فؤاد) كذلك في نفس الليلة التي يتم فيها مصرع (زينب) و (ماهر) .. ويحزن (مفيد) كثيرا ، وخاصة ان (زينب) كانت أمه تقريبا ، فهي التي ربته منذ الصغر ، وكانت أحب شقيقاته الى قلبه ، الا ان ذلك الحزن يخففه وجود (مديحة) الى جانبه .. ويمر الزمن ، ويستقيل (محمد نجيب) ، ويطلب (مفيد) من أخيه (حسين) أن يوافق على زواجه من (مديحة) الا ان (حسين) يرفض ذلك ، مما يدفع (مفيد) الى الانتظار حتى يبلغ الحادية والعشرين حتى يستطيع الزواج منها دون موافقة أحد ، وتبدأ الثورة مرحلتها الجديدة بتسلم (جمال عبد الناصر) الرئاسة ، ويعلو نجم (حسين) مما يدفعه الى حل الأمور بطريقته الخاصة ، فيأمر الحاج (اسماعيل) وابنته (مديحة) بالهجرة الى الصعيد ، وبل يجبر (مديحة) على الزواج من أحد أبناء عمومتها ، وهنا يصاب (مفيد) بحزن عميق ، فقد فقد بالعنوة الحب الذي استمر معه منذ الطفولة حتى تلك اللحظة بلمح البصر .. وهنا ينتهي الجزء الأول بصرخة (مفيد) الملتاعة : لا .. لا يا (مديحة) .. لا .. وينتهي الجزء الأول نهاية درامية تراجيدية رائعة بكل المقاييس ، وفي الأجزاء التالية سنرى (مفيد) في رحلة بحثه عن (مديحة) ، والتي يصادف عبرها فتاة اسمها (سوسن) ، ولعوب اسمها (جيهان) ..

4- حافظ البنهاوي وزوجته فاطمة
الشقيق الأوسط ، أو الابن الأوسط ، (حافظ) : شخصية ضعيفة ، خاضعة وخانعة ، وليس لها أي رأي ، متمسك بوالده كثيرا ، ويحبه أكثر من نفسه ، كما انه يخاف شقيقه الأكبر (حسين) كثيرا ، ربما كان هذا نتيجة لخطأ في تربية والده ، وربما هذه شخصيته منذ الصغر ، فشل في التعليم واكتفى بشهادة ثانوية ، ولهذا فقد انهار عند دخول والده وشقيقه السجن ، وكان ينتحب كالنساء ، عكس شقيقه (مفيد) الذي كان متماسكا ، وفرح فرحا عظيما عظيما عند خروجهما من السجن ، بل بكى فرحا كذلك ، ولكن وفاة والده أصابه بصدمة نفسية عنيفة ، فلم يبكي ، وبل أشار الطبيب أنه يجب عليه دخول المستشفى لعلاجه ، الا ان (حسين) رفض ذلك خوفا على سمعته ، فظل منبوذا من أفراد الأسرة ، يجلس وحده أغلب الساعات ، لا يبالي بما يدور حوله كزواج شقياته الواحدة تلو الأخرى ، ترعاه فقط (فاطمة) الخشنة ، والتي تشبه الرجال في قوامها ، ابنة (عبد الحميد) العامل في الأرض ، وهنا تأتي فكرة في رأس شقيقته (شريفة) وهي زواجه من (فاطمة) ، وأمام دهشة الكل يوافق (حسين) على ذلك ، ويتم الزواج ، وبعد عدة أشهر ، تعلن (فاطمة) وسط غيظ (شريفة) التي ندمت على فكرة الزواج ، انها حامل ، وعن قرب ولادة أول طفل لعائلة البنهاوي يحمل لقبه ، وهنا ينتهي الجزء الأول سادلا الستار على شخصيتا (حافظ) و (فاطمة) دون أي جديد ، ومع هذا سيظهر لنا (حافظ) في الأجزاء اللاحقة ، بنفس الضعف ، ولكن ستكون هناك زوجة اسمها (فاطمة) ستدير اللعبة بنفسها .. سنرى (فاطمة) في الأجزاء التالية مختلفة تماما ..

5- نعيمة البنهاوي وزوجها عمر
الابنة الكبرى للحاج (محمد البنهاوي) ، وأول الغيث من أولاده وبناته جميعهم ، تبدأ أحداث الرواية بالنسبة لهذه الشخصية ، بزواجها من (عمر) ابن عمدة القرية المجاورة ، وتظل شخصية (عمر) المتخوفة المتملقة والمتشمتة غامضة حتى تظهر بعد وفاة والدها ، عندما يطالب بالتركة كأنه أهل لها أكثر من أولاده وبناته ، ويغضب كثيرا عندما يعلم بأن أرض البنهاوي مسجلة باسم (حسين) ، فيرفع قضية ضده ، ولكن تقوم المخابرات بتعذيبه حتى يفهم مع من يتعامل ، وهنا يبتعد (عمر) عن زوجته تماما ، وبل يطلقها عندما يمر (حسين) بحالة الايقاف مع انها حامل ، وتلد (نعيمة) في بيت والدها ابنة تسميها (نادرة) لا يعترف بها والدها ، ولكن مع عودة سطوة (حسين) يجبر (عمر) على تطليق زوجته الثانية الحامل التي تزوجها بعد تطليقه لـ(نعيمة) ، ويجبره على اعادة (نعيمة) الى عصمته مرة أخرى ، وهنا ينتهي الجزء الأول ، وسنرى كيف ستكون العلاقة جافة بين (نعيمة) وزوجها في الأجزاء التالية ..

6- توحيدة البنهاوي وزوجها عبد الحكيم
تعتبر (توحيدة) من أقل الشخصيات التي حظت باهتمام الدكتور نبيل عند كتابتها ، فسيرة حياتها طوال الأجزاء الثلاثة لم يكن بها شئ مميز ، سوى انها كبقية فتيات العائلة ، أنهت شهادتها الابتدائية ، وجلست في انتظار العريس ، وقد جاء العريس وخطبها في الليلة التي قبض فيها على والدها وشقيقها بتهمة حيازة منشورات تخص الظباط الأحرار ، ومع هذا وقف معهم في هذه المحنة وقفة فارس ، وحتى عند وفاة والدها الحاج البنهاوي ، واندهاش الجميع بلا استثناء بأن أرض البنهاوي أصبحت ملكا لـ(حسين) فقط ، لم يستاء أو يغضب بل وبين بكل جدارة بأنه لا يحتاج لا الى أموال البنهاوي ولا حتى أرضه الذي هو حق زوجته ، وتبقى بقية أحداث الرواية بالنسبة لهاتين الشخصيتين تسير بشكل طبيعي ، وان كان لهما بعض الدور المؤثر في الأجزاء التالية ..

7- شريفة البنهاوي
ربما كان حظها العاثر هو السبب فيما آل اليه حالها ، وربما كان القدر هو من استطاع أن يحرمها التذوق من طعم السعادة ولو لمرة واحدة ، وفي كلتا الحالتين تعتبر (شريفة) من أسوأ أبطال هذه الرواية حظا ، وربما أكثرهن تعاسة كذلك ، لقد جعل الدكتور نبيل من هذه الشخصية الرئيسة في العمل ككل ، وأعطاها من المصداقية والتلقائية ما لم يعطها لأي شخصية أخرى ، ربما بخلاف (مفيد) .. عبر أحداث الرواية نرى (شريفة) المرحة ، كجميع أخواتها ، تنتظر العريس ، تتزوج (نعيمة) و (توحيدة) ، وفي حوار أظنه الأكثر تأثرا في الرواية كلها ، تطلب من (زينب) أن تخلي لها المكان ، وأن تتزوج كي يأتي الدور عليها ، حسب ترتيب بنات العائلة ، وأتذكر تلك الليلة جيدا ، الليلة التي انتهت بأن كل واحدة منهما تمنت أمنية ، (زينب) تمنت أن تتزوج من حبيبها (ماهر) وتعيش معه ألف سنة ، وقد تزوجت (ماهر) ولكنها لم تعش معه حتى ألف شهر ، أما هي فتمنت أن تتزوج من أي رجل وتنجب منه ألف طفل ، وسنرى القدر ان كان يسمح لها بالزواج فقط ، أم لا ؟ ، وتمر الأيام وتدور فكرة في رأسها ليلة زفاف (زينب) و(ماهر) ، وهي لم لا يتزوج (حافظ) (فاطمة) التي ترعاه .. صحيح أن (فاطمة) خشنة ، وقوامها يشبه الرجال ، وابنة عامل في أرضهم هو (عبد الحميد) ، ولكن (حافظ) لن يجد أفضل منها كي ترعاه ، وتطرح الأمر على (حسين) ويقبل به ، ومع ان هذه الفكرة فكرتها ، ولكنها ستظل تندم عليها طيلة حياتها .. لعل أهم موقف في حياة (شريفة) ، هو تقدم (فؤاد) لطلب يدها ، حينها كانت في قمة السعادة ، الا ان هذه السعادة تحطمت فجأة ، وانهارت كرامتها ، وبل طعنت طعنة قاسية في أنوثتها عندما فضل عليها شقيقتها (ناهد) ، وظلت هذه الطعنة مغروسة في صدرها لسنين طويلة جدا ، حتى بعد أن نسيها الجميع ، تظل (شريفة) في المنزل ونتيجة لوقت فراغها الطويل ، تستمر المشاحنات بينها وبين (فاطمة) تصل الى حد الصراخ والتعارك بالأيدي .. وكل واحدة منهما تعيب على الأخرى .. نرى في (شريفة) مثال المرأة الطيبة ، الواقعية ، التلقائية التي قد نراها في كل مكان وأي مكان .. تنتهي هنا شخصية (شريفة) في هذا الجزء ، ولكن تظهر بشكل أكبر ، وبل تصبح الشخصية النسائية الأولى في الأجزاء التالية من الرواية ، فسيكون هناك (أمجد) ، وستكون هناك حكاية أخرى ..

8- ناهد البنهاوي وزوجها فؤاد
آخر العنقود من البنات ، وأكثرهن حلاوة ، وهذا ما جعل (فؤاد) شقيق أحد كبار ظباط الثورة يفضلها على (شريفة) دون أي مراعاة لمشاعر الأخيرة ، أو بالطعنة التي وجهها لأنوثتها ، وفي ليلة زفافهما ، يتم مصرع (زينب) و(ماهر) ، وتسير بقية الأحداث بشكل طبيعي بالنسبة للشخصيتين ، وان كان لـ(فؤاد) دور مهم في الأجزاء التالية ..

9- زينب البنهاوي وزوجها ماهر
شخصيا .. أحببت شخصية (زينب) أكثر من أي شخصية أخرى في الرواية رغم قصر دورها في الرواية ، فمنذ البداية نحبها ، ونحب أمومتها لـ(مفيد) ، وكيف ربته ، وكم المشاعر الخاصة التي تحملها نحوه ، وكيف تخاف عليه أكثر من غيره ، وتميل الى أفكاره .. بعد هذا نرى حبها لـ(ماهر) وكيف أحبت فه شخصية أبوها المكافحة ، وعندما طلب يدها من والدها ، وكيف استقبله والدها بترحاب ، ولكنها خشيت كثيرا عندما عارض (حسين) هذا الزواج ، وفي هذه الأثناء يتوفى والدها ، والحزن الذي اجتاحها في تلك اللحظات ، وبعد ذلك موافقة (حسين) المفاجئة على زواجهما بعد عدة أشهر من وفاة والدها ، ويتم الزواج بهدوء ، ويشاء القدر أن يحرمها أمنية أن تعيش معه ألف عام ، ففي ليلة زواج شقيقتها (ناهد) ، تتوفى هي وزوجها في حادث سيارة أليم ..

10- الأميرة (عايدة)
أميرة من أميرات العهد البائد ، قيام ثورة يوليو عام 1952 م سلبها المكانة المتميزة التي كانت تحظى بها بين سيدات المجتمع الراقي ، وكرد طبيعي منها ، كرهت الثورة ، وبطبيعة الحال كرهت جميع رجالها ، ومع هذا استطاعت أن تلعب لعبتها على (حسين البنهاوي) ، الذي وقع في شباك حبها بالفعل منذ النظرة الأولى في النادي ، وتعددت لقائاتهما ، ووجدت (عايدة) (حسين) مغرم بها بالفعل ، الى درجة انه نقل اقامته من قريته الى القاهرة ليس لمجرد أن يكون قريب من مقر المخابرات ، وانما كي يكون قريبا منها هي كذلك ، ووصلت درجة الحب لديه الى انه طلب يدها للزواج ، وبخبث وافقت هي بشرط أن يستخرج تصريح خاص بالسفر الى باريس كي تشتري ثوب الزفاف ، وقد كان هذا هدفها بالفعل ، وهو أن تحصل على تصريح السفر الى باريس حيث توجد مجوهراتها ، وقد وجدت مغفل اسمه (حسين البنهاوي) ، استطاعت أن تحصل منه على تصريح السفر ، مع ان حب (حسين) كان صادقا بالفعل ،ومع انه كان يفضي اليها بجميع الحوادث التي تقع له سواء في مجال عمله أو في أسرته ، الا انها غدرت به بعد أن سافرت،و أرسلت اليه برقية ساخرة تقول له فيها (اذهب أنت وثورتك الى الجحيم) ، وكانت هذه أول هزيمة يتلقاها (حسين البنهاوي) في حياته ، ومع هذا تعود الأميرة (عايدة) للظهور مرة أخرى في الأجزاء التالية ، وسنرى (عايدة) أميرة ، وبائسة ، وعاشقة ...

11- رفعت كساب
أحد كبار ظباط الثورة ، ورئيس (حسين) المباشر ، وهو من استدعاه لقائه في بداية أيام الثورة حينما أرسل (حسين) رسالة التأييد الى الحركة ، وقد قام بترقية (حسين) الى ملازم أول ، وعين (ابراهيم مكي) الذي قبض على (حسين) ووالده قبل الثورة ، كمدرب لـ(حسين) مما أثار حنق الأخير ، وبدأ (رفعت) يلعب على الحبال عندما طلب من (حسين) أن يراقب (ابراهيم) ، وبدأ (رفعت) بتغيير معاملته لـ(حسين) عندما أيد (حسين) (جمال عبد الناصر) مما أدى الى ايقافه من العمل ، الا ان عودة (حسين) مرة أخرى أدت الى اعتقاله ، وهنا تنتهي هذه الشخصية ، ولا تظهر بعد ذلك !!

12- ابراهيم مكي
ثعلب البوليس السياسي في أيام ما قبل الثورة ، وهو بنفسه الذي قام بالقاء القبض على (حسين البنهاوي) ووالده ، وزجهما في السجن ، بعد التحقيق ، وهو الذي قام بالافراج عنهما عند قيام ثورة يوليو 1952 م وسلم نفسه للثورة كي يساعدهم في بناء جهاز المخابرات ، وقبلوه ، وبل أسندوا اليه مهمة تدريب (حسين البنهاوي) ، وهذا الثعلب لجأ الى السيطرة عليه ، وحاول (حسين) عدة مرات تقديم شكاوي ضده ، الا ان هذا لم يكن له أي نتيجة ، ويكشف (ابراهيم) علاقته بالأميرة (عايدة) ومع هذا تسير الشخصية بشكل طبيعي جدا مع الأحداث ، ولكن سيكون لها تأثير كبير في الأجزاء التالية ..


بقلم الصديق: محمود علي (حبيب الروح)






موقع روايات - www.rewayat.com
®© 2000-2016 - جميع الحقوق محفوظة


- اكتشف الروايات
- صانعو المجد
- أرشيف الأخبار
- روابط ومواقع مفيدة
- عن هذا الموقع
- قائمة المساهمين
- قالوا عن الموقع

- الصفحة الرئيسية